نور دبي تعيد البصر لطفل كفيف في مخيم امنتانوت في المغرب
حوار اجراه: عبدالعزيز مراد ال علي
( متطوع من هيئة الصحة بدبي مرافق لحملة مؤسسة نور دبي الخيرية لعلاج العيون ومكافحة العمى )
حضر عبدالعزيز طفل في الثانية عشرة من عمره اليافع برفقة سيدة بدت علامات الحيرة والاضطراب على
سحنات وجهها ورسمت السنون الطويلة المثقلة بالهموم خطوط الزمن على تقاسيم وجهها، انها خديجة زيدوح تلك السيدة القادمة من اقصى بقعة في جنوب المغرب من منطقة (وايزاغت) في إقليم أزيلال وتبعد على مسافة 500 كم عن منطقة امنيتانوت حيث اقيم مخيم مؤسسة نور دبي الخيرية لعلاج أمراض العيون ومكافحة العمى .
كانت برقتها عبدالعزيز هذا الطفل الذي لم تفارق الابتسامة محيا وجهه الغض رغم فقدانه لنعمة البصر منذ ولادته .
فكان نور دبي الامل والحياة والمستقبل لهذا الطفل بعد نجاح العملية الجراحية ولله الحمد وعودة نور البصر لعينيه الباسمتين.
وكان لنا هذا الحوار العابر مع السيدة خديجة مرافقة الطفل عبدالعزيز للتعرف على حيثيات وظروف تواجدهم في مخيم نور دبي في مدينة امنيتانوت وللتعرف على ظروف معيشة الطفل عبدالعزيز قبل العملية الجراحية والتطلع المستقبلي لاحلامه الصغيرة لما بعد نجاح العملية.
السيدة خديجة هل يمكن ان تحدثينا عن الطفل عبدالعزيز وكيفية اصابته بالعمى ؟
الطفل عبدالعزيز هو السادس بين عدد اخوته وجميعهم مبصرون ولكن عبدالعزيز ولد بإعاقة بصرية منذ لحظة ولادته ونظرا لظروف اسرته الفقيرة فقد تكفلت برعايته والاعتناء به ورغم العمى في عينيه فقد كان مسرورا ومقبلا على رعاية الغنم كوننا نعتاش ونسكن في قرية ريفية، ورغم امكانياتي المالية المعدومه فلم اتوانى عن التردد على المستشفيات والمراكز التخصصية بحثا عن الامل والنور لعيني عبدالعزيز وتكبد مشاق بعد المسافة بين مدينتنا وبين المدن الكبرى في المغرب بما يقارب 500 كم .
كيف تعرفتم على مخيم نور دبي لعلاج امراض العيون في امتينانوت رغم فارق المسافة كما اشرتي ؟
الصدفة وحدها هي التي لعبت دورا كبيرا ولعلها من فضل الله لعبدالعزيز فقد اتيت لزيارة ابنة خالي في قرية تبعد 40 كم عن امتينانوت وبرفقتي عبدالعزيز واتتني بشارة الخبر من ابنة خالي بعد ان ذاع وانتشر صيت نور دبي عبر معظم القرى والمدن وقدمت مع عبدالعزيز لمخيم نور دبي للكشف على عينيه.
وكيف تم استقبال حالة عبدالعزيز لحظة وصولك ِ الى المخيم ؟
لا أخفي عليك فقد حضرت في وقت ٍ متأخر قبل الغروب بساعة وقد تم الكشف على معظم الحالات في هذا اليوم وهذا التوقيت وكنت حائرا وتائها الى ان لمحني فريق نور دبي وابدوا مساعدة كبيره في ايصالي الى الدكتوره منال تريم فبادرت بانسانية راقية جدا وبسرعة البرق بالكشف على عيني عبدالعزيز وامرت بإدراج عبدالعزيز ضمن من ستجرى لهم العملية في اليوم التالي املا في عودة البصر والنور الى عينيه .
اذا حدثينا الان عن شعور عبدالعزيز بعد ما ظهرت بوادر البشارة والامل اليه وامكانية رؤية الحياة بعين بصيره ثم مشاعره كطفل يبصر الحياة ويرى النور بعد نجاح العملية ؟
قبل العملية عبدالعزيز اصبح شعلة من الفرح والامل فلك ان تتصور اخي الكريم شعور الطفل وهو على امل مرتقب وسويعات لرؤية وتلمس الحياة لماديات كان يسمعها قبلا فلم استطع طيلة ليلة العملية المرتقبة من النوم لشعوري بالقلق المشوب بالامل.
في حين ايضا عبدالعزيز بدأ يحدثني عن كل شىء في هذه الحياة كان يسمعه وهو على امل رؤيته بعين مبصرة.
وبعد العملية كما تراه الان يريد ان يطبع قبلة الفرحة على الجميع هنا في المخيم ويتحدث عن المستقبل والتحدي والنجاح والتعليم ونيل أعلى الشهادات العلمية بل ويتمنى ان يكون طبيبا لعلاج امراض العيون .
هل لك ِ من كلمة اخيرة اخت خديجة ؟
يعجز لساني ولسان والدي عبدالعزيز بعد علمهم بنجاح عملية ابنهم عبدالعزيز عن كيفية تقديم عبارات الشكر والامتنان والتقدير لمؤسسة نور دبي لعلاج امراض العيون على هذه البادرة الانسانية واليد الحنونة.
وتكبدهم مشاق الوصول الى مدينة امتانوت في سبيل اعادة الامل والبصر والسعادة الى من يكابد شظف العيش.
وشح اليدين واشكر دولة الامارات حكامها وشعبها الطيبون وجعلها الله بلاد عامرة بالخير ويبعد عنكم البلاء والمحن ان شاء الله على ما تبذلونه من عطاء انساني لامثالنا في جميع انحاء العالم .
المغرب – مدينة امنتانوت 13 نوفمبر 2013
Noor Dubai Foundation
المصدر :مؤسسة نور دبي