بالصور: أهالي خزاعة.. صمود ومكابرة رغم الألم
خان يونس – مراسل فلسطين الان
تبدو البلدة وللوهلة الأولى وأنت تدخل إليها عبر مدخلها الوحيد من الناحية الغربية ككومة حجارة، فلا شوارع أضحت صالحة للسير وأعمدة للكهرباء للإضاءة، وخزانات الماء انتشرت على جوانب الطريق لتسد حاجة الناس بسبب انقطاع الماء عن البلدة بفعل آلة الحرب والدمار الاسرائيلية.
البلدة ومنذ التهدئة الماضية بدأت تلملم الجراح وتعالى على الآلام، وأخذ شباب البلدة ويجدون السير، ويعملون ليل نهار كجسد وفريق وعائلة واحدة من أجل تيسير متطلبات الحياة في البلدة، وتوفير متطلبات الصمود فيها.
من بين بقايا الدمار يخرج النور
الشاب إبراهيم أبو ريدة أحد سكان بلدة خزاعة من أطرافها الجنوبية المدمرة بشكل كبير، روى لمراسل "فلسطين الآن" تجربة حيه أبو ريدة في توفير الإضاءة لشوارع ومنازل الحي.
يقول أبو ريدة أننا واجها في أيام عودتنا الأولى لمنازلنا المدمرة أزمة كبيرة في السير في شوارع الحي بسبب انقطاع التيار الكهربي وتحطيم أعمدة الكهرباء والإضاءة، فبادرنا بالاستفادة من أسلاك الهواتف الأرضية المقطعة والمنتشرة في الحي بفعل التوغل الاسرائيلي، وأوصلناها كشبة واحدة تصل لمعظم سكان الحي .
وأضاف أبو ريدة " عملنا على توفير لمبة اضاءة لكل منزل، إضافة إلى إضاءة الشوارع بتيار كهربي من مولد كهربي "5 كيلو"، لكنه استدرك قائلاً واجهنا مشكلة في توفير ثمن البنزين فتوجهنا لأحد الخيريين من البلدة وقد تكفل بتوفيره".
المشهد الكبير من الصمود والمكابرة والتعالي على الجراح في بلدة فقدت ثلث منازلها ودورها في هدم كلي، إضافة إلى تضرر الثلث بأضرار جزئية توزعت بين بالغة الضرر ومتوسطة الضرر، إضافة إلى فقدها قرابة 80 شهيداً لم تنتهي، وتصر على مواصلة الحياة.
صلاة رغم الجراح
البلدة المدمرة فقدت سبعة من مساجدها التسعة المنتشرة في البلدة، لكن سكان البلدة عملوا على افتراش الأرض وعدم تعطيل الصلاة كما أرادها اعداء الملة والدين من اليهود الغاصبين.
الشاب العشريني عزام قديح يتكلم لـ "فلسطين الآن" ومشاعر الألم والحزن تعتصر في عينيه من جراء ما أصاب مسجده مسجد التقوى من دمار واسع في طوابقه المختلفة.
قديح قال " هالنا في الأيام الأولى حجم الدمار الواسع في المسجد، وغادرناه دون أن نستطع فعل أي شيء له بسبب هول المشهد، فبيوت الله تعالى لم تسلم من آلة الخراب والدمار الاسرائيلية".
ويكمل قديح حديثه بمزيد من الجلد والصبر، "لكننا سرعان معا عدنا إلى المسجد الذي احتضننا لسنوات وقمنا على تنظيفه من آثار الحجارة التي سقطت من جوانبه وبقايا الزجاج المهشم في جنباته، وحاولنا تجهيزه للصلاة، ونجحنا في تجهيز الطابق الأرضي "البدروم"، وأصلحنا مكبرات الصوت ليعود الآذان يرفع من جديد".
لكن إمام المسجد الذي تعود الناس أن يسمعوا تغريده وصدحه بقول الله تعالى قد غيبته وإلى الأبد صواريخ الاحتلال حيث قضى إمام المسجد شهيداً في معركة خزاعة البطولية.
الماء ضرورة الحياة
"وجعلنا من الماء كل شيء حي"، آية قرآنية تجد تطبيقها من أجل استمرار الحياة ضرورة ملحة لا مجال للشك فيها.
الدمار الكبير التي أصاب البلدة أصاب الخطوط الرئيسة المغذية للبلدة بالماء، ومنذ أسبوع تقريباً تعكف أطقم البلدة وشركة خاصة على إصلاح الخطوط الناقلة للمياه للبلدة بفعل الخراب الواسع في الشبكة .
لكن شباب البلدة وأهل الخير فيها لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مطلب ضروري للحياة في البلدة، فحاجة الناس للماء لا تقف عند الشرب فحسب فالمنطقة زراعية وتعيش على الزراعة وتربية المواشي والأغنام التي تضرر القطاع الزراعي فيها يشكل كبير.
ولحل هذه المعضلة بادر أهل الخير من الذين يمتلكون آبار مياه في البلدة بفتحها أمام عامة الناس، حيث تغلبوا على مشكلة الكهرباء الضرورية لتشغيل مضخات الماء بالاستعانة بعدد من المؤسسات لتوفير مولدات ضخمة للكهرباء، وبدأوا بضخ المياه في خزانات المواطنين الذين يعانون في نقلها عبر "التكتك" أو "الكارات".
لؤي قديح مدير بلدية خزاعة قال لمراسل "فلسطين الآن" : أن هذه الجهود من سكان البلدة مشكورة، لكنها تبقى في إطار الحلول الجزئية المؤقتة، مؤكداً أن البلدية تسعى جاهدة لتوفير المياه لتصل إلى كل أحياء البلدة لأنها معنية باستمرار الحياة في البلدة رغم الدمار.
وأضاف أنه مساء اليوم الخميس ستحاول الأطقم التابعة للبلدية توصيل المياه لكافة أحياء البلدة، وإن لم تتمكن ففي صباح يوم السبت على أقصى تقدير.
وفي ذات السياق قال قديح أن شركة توزيع الكهرباء بدأت العمل على إصلاح الدمار الهائل الذي لحق بخط 8 القادم من الجانب الاسرائيلي، وستسعى الشركة خلال أيام على اصلاح خطوط الضغط المنخفض في داخل البلدة.
سكان البلدة الشرقية لخان يونس باتوا على قناعة أن الحياة على مرارتها في البلدة بسبب الدمار أهون ألف مرة من التشرد خارجها، وهم يعملون بكل الوسائل من أجل استمرار الحياة على طبيعتها، فلا زالت البلدة تتزين بجلسات المساء، ومجموعات الحراسة الليلية على ضوء القمر وأشعة النار الموقدة من بقايا خشب المنازل المهدمة، فالحياة تحت عنوان الصمود والتحدي تبدو أكثر حدة بفعل ما خلفته آلة الحرب الاسرائيلية في سكان البلدة المكلومة.
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
صور تجسد واقع الصمود والتحدي
المصدر : فلسطين الان